أسطورة تاغنجة

 طقوس الميتولوجيا العريقة بالمغرب .
" تسليت أنزار " ، " تاغنجا " طلب الاستسقاء قبل ظهور صلاة الاستسقاء .
توظيف رمزية الملعقة الخشبية " مغرفة العود الكبيرة " التي تتحول الى عروس حولها أطفال في المخيل الشعبي رمز الخصوبة والعطاء .




تاغنجا كما كان يسميها سكان قديما او ما يعرف بطلب الغيث، قبل بضع سنين قليلة وعندما كان ينحبس هطول المطر لفترات طويلة ويضيق الحال بالفلاحين وتتهدد مزروعاتهم بالجفاف كان سكان لهم طقوس وعادات خاصة في طلب الغيث او الاستسقاء.
ومن هذه الطقوس كانت تخرج النساء والأطفال ويجتمعون حول المساجد ويطهون "الكسكس" ويأكلون وبعدها يصبون الماء على بعضهم البعض ويحملون الأعلام ويصنعون عروسة تسمى "تاغنجا" و يعود هذا الاسم الى الأمازيغ حيث هم السكان الاصليون لهذه المناطق ويتجولون في أحياء دواويرهم ويرددون اهازيج خاصة بهذه الطقوس اتذكر منها:
تاغنْجا تاغنْجا ياربّي تْجيبْ الشّتا !
تاغَنْجا اللّيْلة يْجيبْ الشّتا بْلا گلّة
آسْبولة عطْشانة غيثـها يا موْلانا !
تاغنْجا حلّتْ راسْها يا ربّي فُكّ خْراسْها !
وكان ذلك يختلف من مناطق الى اخرى، فيما كان سكان أمزو عندنا بهوارة يضعون الاطفال امامهم يحملون الالواح القرآنية. حيث تصنعُ النساء عروسا من القَصب مع فروع من الحباق (رمز للخصوبة) ، وتوضع عليْها لباس نسْوية ، كما توضع مغرفة ( تاغنْجا باللّغة الأمازيغية ) خشبية في يدها كرمز للسّقي لأنّ المغْرفة عادة تستعمل في سقْي الكُسْكُس ، وهي ترمز للْمطر الذي يسقي الأرض ، فتُنْبِتُ القمح الذي هو مصْدر الكسكس ! وهنا يظْهر الطّابع الأُسطوري لهذا الطّقس وتُردّد النّساء نفس ألأهازيج السالفة الذكر مُسْتعينينَ بالمغرفة الخشبية ، كرمْز للخير يتم وضعها فوق جفنة ماء، وإذا طفت المغرفة فوق الماء يكونُ ذلك دليلاً على الإستجابة لتضرّعاتهمْ ، واقتراب نُزول الغيـث ! فيرش الجميع بالماء تبرّكاً وتيمّناً وتفاؤلاً بقرب نزول المطر ! كما تُقامُ وليمة فاخرة من دقيق الدّرة ، تُسمى بأبداز كذلك الحال بالنسبة لأزنبو و البسيسة، وينتهي الإحتفال عادةً بنزول الأمطار. و إن نزلت المغرفة لقعر الجفة فدليل على ان العام سيكون جافا.
واستمرت هذه الطقوس الى ان تفقه الانسان وبدأ يعرف ان هذه الطقوس هي من طقوس الجاهلية وشرك بالله، وطلب الغيث خصص له الله ورسوله صلاة خاصة هي صلاة الاستسقاء والدعاء، واسباب انحباس المطر هي كثرة الذنوب والمعاصي، وقال تعالى:وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف
الامتناع عن اخراج الزكاة وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن وذكر منها ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، الحديث.
اللهم ارحمنا و اعفوا عنا. اللهم اغثنا اللهم أغثنا اللهم اغثنا😥

في اواخر السبعينيات كنت لا زلت صغيرا حوالي اربع سنوات في عمري كنا صغارا ، وكنا نخرج لطلب اللطيف ليرحمنا بالمطر وكنا نجري في الازقة رافعين اصواتنا ب ياربي ترحمنا حن صبيان اش درنا ، آ سبول عطشانة رويها يا مولنا ونكررها ونمر امام منازل الاحياء وكانت النساء تخرج بالدلو مملوء بالمياه وتهرقه علينا ولا زلت اتذكر كان الرحمان الرحيم في كل مرة لا يخيب امالنا وكان يروينا القطر وعن تجربة شخصية